Posted by : yazan alaws الاثنين، 30 أكتوبر 2017



عن الكتاب

يتطرق محمد منير في كتابه هذا الى موضوع الردة , و يستهله بذكر اشكال الاضطهاد و القتل بسبب الردة الذي حدث باسم الديانتين اليهودة و المسحية , وما تبعه مما حدث في القرون الهجرية التي لحقت ظهور الاسلام و يغوض في جذورها و اصلها دينياً و لغوياً بإختصار و بدون تكلف و عبارات رنانة , مخاطباً العقل و القلب بهدوء تاركاً اسلوب الخطب الرنانة و التهديدات المبطنة او الصريحة , و هذا ما ينفرني من بعض الكتب الدينية , شأئني شأن اغلب الناس . 
يبدو ان اسلوب الوعظ صار لزاماً ان يكون بتلك الصورة المنفرة , المخيفة فبدأنا لا نرى الا وجه الله الغاضب المنتقم الجبار , ونرى في الموت الخلاص من فتن هذه الدنيا , و القوة و اسالة الدماء هي اوجه اساسية لديننا , فأصبح مفهوم الدم بالنسبة للاسلام هو هدره بدل ان تحفظ حرمته . 
وجدت الكثير من الافكار في الكتاب التي تشابه افكاري , لكن سابقاً كنت اتردد عن الافصاح عنها لانها لم تكن تستند الى مصادر , خصوصاً حين اناقش الملحدين او اللا ادررين, او اشخاص من مذاهب و اديان اخرى , لكن الكتاب زادني مصادراً وثقةً بأفكاري و بديني . 
قد يختلف الكتاب مع فتاوى و افكار بعض رجال الدين المعروفين بحكمتهم والذين استند على كتبهم و فتاويهم في الكثير من امور حياتي , لكن في الواقع ماهم الا بشر , ولدي القرآن و احاديث الرسول و قلبي الذي استفتيه كما اوصاني الرسول الكريم عليه افضل الصلاة و التسليم . نعم هناك الكثير من الاحاديث التي تثار حول صحتها و بطلانها الشكوك , يكفيني ان اقرأ عن سيرة النبي الكريم و عن اخلاقه وسيرته و منهجهه لاختار ما يرضي ضميري و قلبي ,قد تكون خيارات و افكار خاطئة لكن ما دمت لا اتسبب في اراقة دم بشر فحسبي انني سعيت و بحثت لارضي ربي وضميري . 
الموضوع هذا بالغ التعقيد , لكنه سيكون من الافضل الرجوع الى المعاني اللغوية للـ الدين - الاسلام - القتل - الردة - حرية - اعتقاد , و الغوض في بعض الايات التي تقر حرية الفكر و العقيدة , و عدم التمسك بفتاوى و افكار ائمة الدين و مساواتها بالقرآن و الحديث الشريف , و النظر للامور من عدة زوايا . 
و أنا اقرا , راودتني خاطرة : الدكتور مصطفى محمود كان ملحداً ويجاهر بالحاده , ماذا لو اقيم عليه الحد ؟ او لوحق ونكل به و هُجِّر ؟ 

ما كان ينتج 89 كتاباً علمية و دينية ضمنها كتاب رحلتي من الشك الى اليقين , وكتاب حوار مع صديقي الملحد ويكون بذلك من اوائل الذين ناقشو الالحاد من المسلمين بطريقة مختلفة عن ما ساد انذاك و اتسخدام لغة الحوار , و ما كان ليقدم برنامجه العلم والايمان الذي يتكون من 400 حلقه وهي منتشرة الان على اليوتيوب رغم وفاته , ماكانت لتكون له مراكز طبية انسانية , و مسجد ومتحف و مراكز ... الخ . كنا خسرنا فيلسوف و مفكر اسلامي و انسان ساعد الكثير من الفقراء .

ماذا لو كانت ابو الالحاد في القرن العشرين انتوني فلو مسلما , واجهر الحاده و الف كتباً و بحوثا ً عن الالحاد , ثم اقيم عليه الحد و ازهقت روحه , و ماكان ليصل لعامه الثمانين و هو يعلن ان الله موجود ويصدر كتاباً بالادلة و البراهين يسبب ضجة عالمية ويزعزع اسس الالحاد , بل وينتقد بكل صراحة ريتشارد دوكنز مؤلف كتاب خرافة الاله و من اشهر الملحدين في القرن الـ 21 ويبين ضعف حججه وينقد افكاره ويبين تناقضاتها . ماذا لو اقيم عليه الحد حين كان في العشرين من عمره ؟

و بعد ان تحدثت بصيغة : ماذا لو حدث كذا , ساقول : ماذا لو لم يحدث كذا ؟ 
ماذا لو كان علماء الدين السابقين اكثر رحمة , ماذا لو لم يسلخ جلود وتزهق ارواح وتعذب اجساد بتهمة الردة ؟ 
ماذا لو كنا نطبق الرحمة التي هي اساس ديننا ؟ 
ماذا لو ... ماذا لو كان التاريخ مختلفا ً ؟ 
هل كنا سنصل الى ماوصلنا اليه اليوم ؟ 

"هذا نداء الله
و هذا بيان القران
و هذه دعوة الاسلام
فمن بدلها " ؟

قراءة 

- Copyright © Scrabbles - Blogger Templates - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -