Posted by : yazan alaws الخميس، 19 أكتوبر 2017



عن الكتاب 

كتاب تاريخ القرآن أهم وأوسع ما صَدَرَ في القرن العشرين من كتبٍ باللغة الألمانية تتناول القرآنَ بأسره بالبحث. نواةُ هذا الكتاب هو كتاب المستشرق الكبير ثيودور نولدِكِه (1836–1930)، الذي أصدَرَه في العام 1860، وعالج فيه مسألةَ نشوء نصِّ القرآن وجَمْعِه وروايته. كما ناقش في هذا الإطار مسألةَ التسلسل التاريخي للسور واقترح ترتيبًا لها يختلف عن ترتيبها بحسب زمن نزولها، كما هو معهود في الإسلام. يتألف الكتاب من أبحاث أدبية–تاريخية، تسعى إلى أن تؤرِّخ للنص القرآني، أي أن تعالجه كوثيقة من وثائق التاريخ الإنساني، رابطة إيَّاه بموقعه في الحياة، لتتابِع بعد ذلك عمليةَ جَمْعِه وتعدُّد قراءاته. والأداة الأساسية المعتمدَة في الدراسة هي البحث اللغوي. هكذا يُخضِع ثيودور نولدِكِه، في الجزء الأول من الكتاب، الآياتِ والسورَ القرآنية لتمحيص لغوي دقيق يستخرج منه، كما سبق القولُ أعلاه، ترتيبًا زمنيًّا للسور، يختلف عن ترتيب نزولها من وجهة نظر التراث الإسلامي.

يعتمد نولدِكِه، إضافة إلى الفيلولوجيا، على الأحداث التاريخية التي تشير إليها بعضُ السور والآيات، ويربطها بعضها ببعض بهدف تشكيل قاعدة تاريخية، جديرة بالثقة، يمكن الاعتماد عليها في إعداد ترتيب زمنيٍّ للسور والآيات، يؤدي بدوره إلى فهمها فهمًا أفضل. وقائع التاريخ تشكِّل في نظره معالم ثابتة، يستطيع العالِم أن يتمسَّك بها في سعيه الجاد إلى معرفة المعاني الصحيحة في خضم المعلومات، التي كثيرًا ما يكتنفها الغموضُ بسبب طول المسافة الزمنية التي تفصلنا عنها، واختلاف الظروف التي نشأت فيها، وعدم وجود وثائق مباشرة عنها. لكن نولدِكِه يعترف، في الوقت نفسه، بأن الترتيب الذي يقترحه ليس إلا ترتيبًا تخمينيًّا، وذلك بسبب فقدان الدلائل التاريخية الصلبة و هذا ما يطرح عدة نقاط استفهام تحوم حولها الشكوك حول روايات القرآن التي تفقد الى الأدلة التاريخية التي تثبت حدوثها

التحميل 

- Copyright © Scrabbles - Blogger Templates - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -