Posted by : yazan alaws
الجمعة، 20 أكتوبر 2017
عن الكتاب
النيل والفرات:
أديان العرب وخرافاتهم هو العنوان الذي اختاره الأب أنستاس لكتابه هذا الذي بين يدينا، وهو يريد به شيئاً يبتعد فيه عن الدرس التقليدي للدين ذلك الذي تضطلع به المؤسسات الدينية على اختلاف عقائدها، ومشاربها، فهو يبغي كشف الوجه الآخر للدين بمفهومه الواسع لا بما هو رسوم، وطقوس تبنتها المؤسسة الدينية فيما بعد بل بحسبانه نشاطاً روحياً يمارسه الإنسان يريد به إدخال السكينة إلى نفسه من جهة، ويحاول السيطرة على الظواهر الطبيعية المحيطة به، وتفسيرها من جهة أخرى، ولذلك يعمد إلى جمع مادة متنوعة ذات صلة بالتوحيد، والوثنية، والهرطقة، والأصنام، والأساطير، والخرافات، وما إلى ذلك ليقينه بأنها تمثل ذلك النشاط الروحي خير تمثيل.
وتأسيساً على ما تقدم فقد دخل الأب إلى موضوعه وهو مزود بذخيرة ثقافية وفيرة، مع إحساس صادق أنه يقتحم هذا الفن بلا وسائط تعينه، أو صوى تهديه إلى الطريق، وتشكل اللغات التي أتقنها جانباً مهمأً من تلك الذخيرة، فقد أعانته على معرفة ما لدى (الآخر) في هذا الموضوع، كما ساعدته في إجراء تلك المقارنات اللغوية بين لغات كثيرة مما موجود في مواضعه من التحقيق، يضاف إلى هذا معرفة واسعة بالأديان، اللاهوت، والتاريخ، والبلدان، وتاريخ الفلسفة، وقد ظهر أثر هذا كله في تنوع المصادر التي فاء إليها لجمع مادته العلمية.
وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى "وليد محمود خالص" بتحقيقه، ومن الممكن تلخيص عمله على هذا الكتاب بما يلي: أولاً: تقديم قراءة سليمة للأصل المخطوط كما تركه صاحبه الأب أنستاس ماري الكرملي. ثانياً: تخريج الشعر الوارد في المتن. ثالثاً: الترجمة لبعض الأعلام الذين وردوا في المتن. رابعاً: ردّ الأخبار، والنصوص إلى مصادرها، وتوثيق نسبتها إلى تلك المصادر، مع التنبيه إلى اختلاف الرواية. خامساً: تقديم شروح ضافية لما أجمله الأب في المتن للتوضيح والفائدة. سادساً: نقل ما هو موجود في المتن من كلمات فرنسية إلى العربية مع الإشارة إلى تلك الكلمات. سابعاً: التعليق على ما رآه المحقق مستوجباً للتعليق في مواضع قليلة.
الناشر:
كما إن كتباً أخرى قد جاءت بعده درست موضوع الدين والمعتقدات عند العرب دراسة منهجية مستفيضة، غير أن قيمته الحقيقية تكمن في سبقه الزمني لكل تلك الكتب، ووعيه الحاد بأهمية هذه الموضوعات، وقدرته على النفاذ إلى ما عند (الآخر) الغربي، وإفادته مما كان يعتمل هناك من أفكار جديدة، وحرصه المخلص على نقل الأفكار، والموضوعات إلى لغته، وبني قومه وفق قناعة راسخة بكبير فائدتها بما تهيؤه لهم لمواكبة (الجديد) الذي بدأت ريحه تهب على الوطن العربي عموماً، والعراق خصوصاً، فلا مناص بعد هذا من الأخذ، والفهم، وإعداد الأدوات خشية الذوبان، والانغمار في هذا (الجديد) فكأن الأب بمشروعه الثقافي الكبير، ومنه هذا الكتاب، كان يبغي تهيئة من نوع ما، واستعداداً خاصاً نابعاً من المجتمع نفسه يتيح للجديد أن ينسرب بهدوء، ورفق إلى روح المجتمع، وعقله بلا عوائق حقيقية.
أديان العرب وخرافاتهم هو العنوان الذي اختاره الأب أنستاس لكتابه هذا الذي بين يدينا، وهو يريد به شيئاً يبتعد فيه عن الدرس التقليدي للدين ذلك الذي تضطلع به المؤسسات الدينية على اختلاف عقائدها، ومشاربها، فهو يبغي كشف الوجه الآخر للدين بمفهومه الواسع لا بما هو رسوم، وطقوس تبنتها المؤسسة الدينية فيما بعد بل بحسبانه نشاطاً روحياً يمارسه الإنسان يريد به إدخال السكينة إلى نفسه من جهة، ويحاول السيطرة على الظواهر الطبيعية المحيطة به، وتفسيرها من جهة أخرى، ولذلك يعمد إلى جمع مادة متنوعة ذات صلة بالتوحيد، والوثنية، والهرطقة، والأصنام، والأساطير، والخرافات، وما إلى ذلك ليقينه بأنها تمثل ذلك النشاط الروحي خير تمثيل.
وتأسيساً على ما تقدم فقد دخل الأب إلى موضوعه وهو مزود بذخيرة ثقافية وفيرة، مع إحساس صادق أنه يقتحم هذا الفن بلا وسائط تعينه، أو صوى تهديه إلى الطريق، وتشكل اللغات التي أتقنها جانباً مهمأً من تلك الذخيرة، فقد أعانته على معرفة ما لدى (الآخر) في هذا الموضوع، كما ساعدته في إجراء تلك المقارنات اللغوية بين لغات كثيرة مما موجود في مواضعه من التحقيق، يضاف إلى هذا معرفة واسعة بالأديان، اللاهوت، والتاريخ، والبلدان، وتاريخ الفلسفة، وقد ظهر أثر هذا كله في تنوع المصادر التي فاء إليها لجمع مادته العلمية.
وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى "وليد محمود خالص" بتحقيقه، ومن الممكن تلخيص عمله على هذا الكتاب بما يلي: أولاً: تقديم قراءة سليمة للأصل المخطوط كما تركه صاحبه الأب أنستاس ماري الكرملي. ثانياً: تخريج الشعر الوارد في المتن. ثالثاً: الترجمة لبعض الأعلام الذين وردوا في المتن. رابعاً: ردّ الأخبار، والنصوص إلى مصادرها، وتوثيق نسبتها إلى تلك المصادر، مع التنبيه إلى اختلاف الرواية. خامساً: تقديم شروح ضافية لما أجمله الأب في المتن للتوضيح والفائدة. سادساً: نقل ما هو موجود في المتن من كلمات فرنسية إلى العربية مع الإشارة إلى تلك الكلمات. سابعاً: التعليق على ما رآه المحقق مستوجباً للتعليق في مواضع قليلة.
الناشر:
كما إن كتباً أخرى قد جاءت بعده درست موضوع الدين والمعتقدات عند العرب دراسة منهجية مستفيضة، غير أن قيمته الحقيقية تكمن في سبقه الزمني لكل تلك الكتب، ووعيه الحاد بأهمية هذه الموضوعات، وقدرته على النفاذ إلى ما عند (الآخر) الغربي، وإفادته مما كان يعتمل هناك من أفكار جديدة، وحرصه المخلص على نقل الأفكار، والموضوعات إلى لغته، وبني قومه وفق قناعة راسخة بكبير فائدتها بما تهيؤه لهم لمواكبة (الجديد) الذي بدأت ريحه تهب على الوطن العربي عموماً، والعراق خصوصاً، فلا مناص بعد هذا من الأخذ، والفهم، وإعداد الأدوات خشية الذوبان، والانغمار في هذا (الجديد) فكأن الأب بمشروعه الثقافي الكبير، ومنه هذا الكتاب، كان يبغي تهيئة من نوع ما، واستعداداً خاصاً نابعاً من المجتمع نفسه يتيح للجديد أن ينسرب بهدوء، ورفق إلى روح المجتمع، وعقله بلا عوائق حقيقية.