Posted by : yazan alaws
الاثنين، 30 أكتوبر 2017
عن الكتاب
ظالم بشدة من يختزل هذه الرواية الإنسانية العظيمة في مجرد رواية رومانسية
ومما لاشك فيه ان الحب والعواطف جانب رئيسي من انسانيتنا لكن الرواية فيها اكبر من ذلك الجانب وحسب
معاناة مرضى السرطان في الرواية تريك مدى النعمة التي لا تشعر بها عندما ترى ابسط ما تقوم به دون مجهود وهو التنفس عسير بشدة على شخص اخر ويحتاج من اجله لأجهزة وانابيب واكسجين معلب فقط ليتنفس!
عندما يحرم الانسان من التمني والطموح والمستقبل عندما يشعر بالعجز لانه مهما فعل لن يستطيع ان يغير شيئا
عندما تصبح حياته معتمدة اعتمادا كليا على الاخرين وكم هذا مؤلم لشخصية فخورة مثل أغسطس
وعندما يشعر ان وجوده عائق في حياة من يحب حيث أوقفوا حياتهم وسعادتهم عليه مثل هازل وأهلها
ومع هاتين الشخصيتين المختلفتين ينشأ حبا حقيقيا ربما لأن الاضداد يتجاذبون رغم كل شيء
فعلي عكس أغسطس الذي يريد ان يترك علامة في الحياة يريد ان يتذكره الجميع ويرى ان يصبح نسيا منسيا هو شيء كالجحيم
تفكر هازل غريس بالعكس تماما فهي تخشى طوال الوقت ان تصبح كقنبلة يدوية تنفجر في وجه وقلب من يحبونها عندما توافيها المنية التي تعلم انها تقترب منها مع كل نفس تتنفسه لذا كانت تتحفظ في مشاعرها مع الناس كي لا يزيد عدد من يحبونها ليزيد فيما بعد عدد ضحايا انفجار القنبلة
وهنا تطرح الرواية السؤال هل من الانانية ان ترغب في ان يتذكرك الناس بعد موتك هل كان من الأفضل ان تنزوي وتبتعد حتى لا يتألم من يحبك بموتك؟
وتقول الرواية ان السرطان القاتل الذي لا يستطيع احد ان يقف في طريقه هو وسيلة الكون لكي يُلاحَظ او بترجمة دينية هي وسيلة القدر كي نتذكر ضعفنا وحقيقتنا امام الله
لذا فأذا كان الكون يريد ان يُلاحَظ الا يحق لنا أيضا ان نريد نفس الشئ وان نُلاحَظ في حياتنا ويتم تذكرنا بعد موتنا !!
وبالطبع فالاجابة على السؤال انها ليست انانية ابدا
لأن يا هازل كونك بشرا فقط يعني انك قنبلة يدوية موقوتة حتى لو لم تكوني مريضة فربما كنت تنتظرين موتك لمرضك الا ان من الاحياء من يموت فجأة و بلا مرض فهل معنى ذلك ان نبتعد جميعا عن بعضنا وينزوي كل منا في ركن ليلعق جراحه ويموت وحيدا !!
بالطبع لا ياهازل نحن بشر نحتاج من يحبنا ونحبهم ويعتني بنا ونعتني بهم وخلال ذلك دائما ما نكون معرضين للالم وتلك هي سنة الحياة لجميع البشر وليس للمرضى فقط
فوجودنا جميعا في الحياة مؤقت يستمر حتى اللحظة التي كتب علينا فيها الموت وهذا قد يحدث بعد ثانية او ساعة او يوم او سنة او قرن
كما تطرح الرواية ايضا السؤال هل يموت شخصاً قبل اوانه حيث استحق ان يعيش ويسافر وووولكن لم تمهله الحياة! وتجيب هازل عن ذلك بأن "طموح البشر المفترس لا يشبعه ابدا تحقيق الاحلام بسبب الوجود الدائم لتلك الفكرة المتمثلة في انه يمكن صنع كل شيء بطريقة افضل ومن جديد "
مهما حققت وعشت وفعلت مئات الاشياء فسيظل هناك ملايين الاشياء الاخرى التي ستتمنى ان تفعلها
ومن يعلم ربما حياة رغم قصرها تكون اكثر عمقا من حياة اخرى طويلة بلا معنى او كما يقول الكاتب هناك لا نهائيات اكبر من لا نهائيات اخرى
قراءة
تحميل