Posted by : yazan alaws
الاثنين، 23 أكتوبر 2017
عن الكتاب
مسؤولية أن يكون المرء شيعياً
بالإضافة إلى بحث مسؤولية أن يكون المرء شيعيا بحث علمي وفلسفي وعقائدي شديد العمق، يقع في نطاق بحث الباحث والمفكر ومن هو ملم بالقضايا العلمية، يعد أيضا بحثاً عاماً، فكل من يؤمن بمدرسة فكرية أو مذهب يستوجب مسؤوليات على نفسه..
وكون المرء مؤمناً بالتشيع لا يستثنى من هذه القاعدة, وكل إنسان.. أياً كان مستواه من الفكر العلمي.. ينبغي عند الإيمان بأية مدرسة فكرية أو مذهب أن يجد نفسه في مواجهة سؤال هو: " أية مسؤوليات يضعها إيماني على عاتقي؟" خاصة إذا كانت القضية هي أن يكون المرء شيعياً وتكون المسؤولية أكثر جدية وأكثر ثقلاً.. لأن إحدى خصائص المذهب الشيعي – بالنسبة لسائر المذاهب الشقيقة في الإسلام – تكمن في تعريفه للإيمان".
تعريف الإيمان في التشيع:
يضيف علماء الشيعة في تعريف الإيمان إلى جوار الإيمان بالقلب والإقرار باللسان – شرط العمل والتنفيذ أو اصطلاحاً العمل بالجوارح أي مبدأ "أصالة العمل " كما يطرح مبدأ "التطبيق" في الوجودية، أي أن العمل هو موجد الواقع والحقيقة.. وبدون الاعتماد يتساوى مع الكفر والإنكار؛ لأنه على حد قول رجرييه أحد النقاد الفنيين الوجوديين: "إن الفنانين العظام يتساوون في ما لم ينتجوا مع من يفتقرون إلى الفن تماماً". فالفردوسي ومولانا جلال الدين الرومي مثلاً بتأليفهما للشاهنامه والمثنوي فنانان وشاعران، لكنهما فيما لم نتجا يتساويان مع أولئك الذين يعجزون حتى عن القراءة والكتابة، ونحن نسميهم فنانين وشعراء بشكل ذهني بحت وإن لم يتساووا فيما أنتجوا.. من حيث أنهم لا يعملون بها.
والمفكر التقدمي الواعي الذي يعلم ولا يعمل، يستوي مع المنحط الجاهل النائم الذي لا يدري ماذا يفعل، والذي يقوم بتحليل كل القضايا الاجتماعية بدقة وبشكل علمي، ثم ينسحب من كل التزام بمسؤولية اجتماعية .. قيمة وجوده مساوية تماماً لوجود ذلك الذي لا يدري أصلا ما هو المجتمع، ذلك لأن الشر والخير الإيمان والكفر (وكون المرء شيعيا وكونه غير شيعي) إنما تتم وتتحقق بعد. ويثبت علماء الشيعة بهذا المبدأ الإضافي، أي مبدأ العمل، إلى أي حد تؤمن الرؤية الأصلية الشيعية مبدأ المسؤولية، مبدأ أعلى من الواجب والتكليف،
التحميل
القراءة