Posted by : yazan alaws السبت، 14 أكتوبر 2017



عن الكتاب 
"لا بد أن يبدأ العلم بالخرافات وبنقد الخرافات"
سير كارل بوبر

"إخفاقنا في تمييز الخرافة من الحقيقة في أحد ميادين المعرفة العلمية يمكن بسهولة تامة أن يتفاقم إلى إخفاق في تمييز الحقيقة عن الخيال في ميادين أخرى شديدة الأهمية داخل المجتمع الحديث."
كارل ساجان

الترجمة الكاملة للعنوان الرئيسي للكتاب هي "أشهر 50 خرافة في علم النفس الشعبي", ولكن يبدو أن الناشر أسقط كلمة "الشعبي" من العنوان لاعتبارات التسويق التي تتنافى مع طول العنوان إلى حد كبير. كما أن إضافة "الشعبي" لـ "علم النفس" تثير التوجسات في نفس القاريء العربي المتوسط, فطالما هناك علم شعبي فقد يكون هناك علم غير شعبي! وقد يكون هذا "الشعبي" أحد فروع علم النفس الصعبة! 
حينها سيفكر القرايء كثيراً بشأن اقتناء الكتاب، وغالبا ما سيعيد على نفسه ترديد عبارات مثل "خليها بعدين, لما يجي وقته.. إن شاء الله هبقى أقراه مع قرائتي للفلسفة"
أو قد يشعر القاريء العربي "الواعي" بزيادة بأن الكاتب يتفذلك عليه بهذا "الشعبي"
لذا فكان من الضروري حذف كلمة "الشعبي"

الترجمة جيدة. ولست بحاجة لأن تستشير أحدهم عن جودة الترجمة طالما وجدت أن الناشر هو مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة, أو كلمات عربية للترجمة والنشر.
وهذا الكتاب نشر بالتعاون بين الدارين السابقين, وهم أهل ثقة كمترجمين ذو ترجمات جيدة وأمينة في نقل المحتوى الأصلي للكتاب.
ولو أنني لي مأخذ على الترجمة, وهي عدم ذكر المصطلحات بالإنجليزية والاكتفاء بترجمتها, فأنا أحب أن أنطق بـ"السيكوباتية" بدل الاعتلال النفسي, والـ"بلاسيبو" بدل التأثير الوهمي.

معظم الخرافات الحديثة نسبياً كان سبب انتشارها مسلسل عائلة سيمبسونز, وجريدة "ذا أونيون" 
الأول هو مسلسل ساخر عرض الخرافات على لسان شخصية البطل الغبي ليسخر منها.
والثانية جريدة ساخرة, سياستها المعلنة أن كل المحتوى ساخر ومفبرك
ولكن النتيجة كانت دائماً هي انتشارها من على منابرهم
The Simpsons & The onion

**
يقول السيد موشى ديان في كلمته الخالدة:
"إن العرب لا يقرؤون, وإذا قرؤوا لا يفهمون, وإذا فهموا لا يعملون"

وهنا, وفي وسط مجتمع كبير من القراء العرب للكتاب, وجدت أن هناك صعوبة كبيرة في الفهم, والتي يليها التبجح على الكتاب وتخوين مؤلفيه ووصمهم بما ليس فيهم. 
وردود الفعل العنيفة هذه تبدو لي في معظمها مبالغة ولم تكن لتحدث لو أن القارئ كانت لديه معرفة بسيطة عن طبيعة العلوم الاجتماعية, أو استعان بأحد المرشدين ممن قرؤوا الكتاب ليشرح له الأجزاء التي تعصى على فهمه.

وفيما يلي ملخص لبعض المراجعات العربية, والتي ارتأيت أن استياء أصحابها نابع من سوء فهم كان من الممكن تلافيه لو استشاروا أحدهم, أو حتى قرؤوا الكتاب بتأني قليلاً, مع تعليقي عليها بين القوسين:

- برهان الكتاب لم يكن مقنعا (نتيجة الجهل بطبيعة العلوم الاجتماعية). كاتب الكتاب من نوعية البشر التي تُخالف لتُعرف. وأنه يتحذلق (تشويه للمؤلفين لنفس السبب الأول), الكتاب كان ممل للغاية (نفس السبب الأول). مجرد كتاب خاوي باع وذاع صيته فقط لأجل العنوان التجاري (نفس السبب الأول). الكثير أيضا من مواضيعه لا تمس مجتمعنا بل هي خاصة بالمجتمعات الغربية (مجرد تفريغ للغضب). اكره في هذا الكتاب الحزم في الحكم على أنها خرافة والحكم على رأيه انه الأصح (مجرد تفريغ غضب, والمؤلفون لم يقوموا بهذا قط, بعض التركيز في الكتاب كان ليمحي سوء الفهم هنا, ولكنه كان مملاً لنفس السبب الأول فكان من الصعب التركيز)

- في بعض المواضع كان مملا جدا. هناك بعض الخرافات التي لم تدحض علميا من أصحاب الكتاب بل تم الهجوم عليها دون مبرر أو دليل علمي مناسب لذلك (نتج سوء فهم عن الملل الذي سبب عدم تركيز في الألفاظ المستخدمة في الكتاب)

- أرفض بأن الكحول لا تدمر خلايا المخ, ويكفي تحريمها في القرآن والسنة لكي أخالفه (شوية تفكير بتأني هيتضح أنه لا يوجد أي علاقة بين كونه الكحول حراماً وأنه يدمر خلايا المخ, فدخول الحمام بالقدم اليمنى أو الكذب مثلاً هي من المحرمات, ولكنها لا تدمر خلايا المخ)

- يقدم استنتاجاته و كأنها حقائق، و يعتبر أن ما غير ذلك "خرافات" و هو وصف غير دقيق في الحقيقة.. فبعض الظواهر لا تزال قيد الدراسة أو هناك أدلة قوية تؤيدها (كلمات زي "كل وبعض ومعظم", بتتقري عادي وليها معنى, ومش مجرد ديكورات, وشوية تركيز في القراءة كانت هتحل سوء الفهم دا).

- مستواه متوسط أو يقِل..معظم الخرافات حاجات سهله التفسير وسهله الإنكار (لم يقرأ الكتاب جيداً, فالكتاب ذكر لكل خرافة إحصاءات مرتفعه لمؤيديها, كما أنها خرافات محلية كما ذكر الكتاب هامشياً)

- لازال يعجز على تفسير الكثير من الظواهر فلا نستطيع ان نتظاهر بان كل ما ليس له تفسير علمي لا وجود له (الكتاب ذكر أربع أو خمس مرات تقريباً إنه لا يوجد في العلم شيء اسمه نفي شيء بصورة قطعية, ودي نتيجة مباشرة لعدم التركيز في القراءة أو عدم فهم المحتوى)

- مفيش تفنيد قوى ليها. التناول سطحى وسريع للخرافات. كنت أتمنى انه يبقي أعمق من كدا. مش المنهج العلمي اللى مستنيه (جهل منه بطبيعة العلوم الاجتماعية)

- لكن ما لم يتقبله عقلي تماماً هو نفى مؤلفي الكتاب لوجود ظواهر نفسيه أثبت وجودها علماء آخرون مثل التخاطر !! (لا تعليق مني, يكفي تعليق موشى ديان)

- "يفتقر الى عدة أسس, لا يمكنك الاستناد من مجرد هدم للحقائق, او تقصيها, احتاج في تصديقي لأي شي تفسير علمي يعتمد عليه وتحت أي ظرف.أوافق من قال أن عنوان الكتاب تجاري.
(هذا الكلام قِيل رغم إن الكتاب ثلثه الأخير تقريباً هو قائمة بالمراجع والأبحاث التي اعتمدوا عليها في الكتاب).

وهناك الكثير والكثير من الأشياء التي لن يتسع لها حتى العشرون ألف حرفاً المخصصة للمراجعة من الموقع كحد أقصى لحجم المراجعة. ولكن ما قدمته لكم يعطيكم صورة واضحة إلى حد ما لما نحن فيه.

وبالطبع لا أقصد أي إهانة شخصية لأي فرد اقتبست من مراجعته هنا, وإنما أقوم بمحاولة لتصحيح مفاهيم أراها خاطئة.


**
وبسبب الخلط السابق وسوء الفهم الحادث نتيجة الملل, أنصح بأنه في حالة إذا لم تكن تملك الخبرة الكافية أو التركيز الكافي لقراءة الكتاب بأكمله, بأن تقرأ فقط الفصول التي تشدك. لا تلتفت إلى المقدمة, فقط إلق نظرة على عناوين الخرافات واختر منه ما تعتقد بصحته, وباشر بقراءته. وهذه قائمة بالمحتويات سأضعها كسبويلر حتى لا تتوسع منا المراجعة أكثر من اللازم. 


كما سرد المؤلفون الكثير من الخرافات الأخرى التي بحاجة إلى تفنيد, بجانب الخمسين خرافة التي قاموا بتفنيدها في نهاية كل فصل.

**
"أكثر القصص خطأً هي تلك القصص التي نظن أننا نعرفها أفضل معرفة, ولذلك لا نفحصها أو نتحرى صدقها"ستيفن جاي جولد

المقدمة جيدة أيضاً بجانب الفصول التي ستختارها للقراءة
في المقدمة عشر أدوات من المغالطات المنطقية والحسية لاستخدامهم في تفنيد أي خرافات محتملة ممكن تواجهها في حياتك مستقبلاً
وثلاث أسباب للاهتمام بتفنيد الخرافات العلمية.

وفي النهاية:
"وإن كنت اعتقدت فيما مضى في صحة الخرافات التي قدمناها جميعها, فليس هناك سبب للشعور بالخجل."


التحميل 

- Copyright © Scrabbles - Blogger Templates - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -