Posted by : Unknown
الأربعاء، 11 أكتوبر 2017
عن الكتاب
كزانتزاكيس عبر صفحات الكتاب يأخذنا في رحلة مع نظرته إلى الإنسان، الطبيعة، الله.. وهي نظرة تصوف لا ديني.. رحلة الإنسان منذ ملايين السنين على هذه الأرض، منذ اللحظة الأولى التي دبت فيها الحياة في كائن حي على هذه الأرض!
يقول كزانتزاكيس عن رحلة البحث والشغف هذه:
"أشتاق إلى شئ واحد هو: أن أدرك ما الذي يختبئ خلف الظواهر، ما هو هذا السر الذي ينجبني ثم يقتلني؟ وهل خلف التيار المنساب والمرئي للعالم يختبئ حضور ثابت لا مرئي؟"
"إذا كان العقل لا يستطيع وليس من شأنه ان يُحاول التقدم خارج حدود بوابة الخروج البطولية اليائسة، فهل يستطيع القلب؟!"
"يردّ العقل، عيني صافية وخالية من كل أمل، ترى كل شئ، ترى الحياة لعبة، بل مجرد عرض يُقدمه ممثلو مسرح جسدي الخمسة.
أتابع العرض بمتعة وغرابة تفوق الوصف، ولكنني لا أملك بساطة القروي لكي أصل إلى يقين وأصعد على المسرح مشاركا في الكوميديا."
"أريد أن أجد مبررا لكي أستمر على قيد الحياة، ولكي أتحمل المشهد اليومي المرعب للمرض والقبح والظلم والموت"
"أنا مخلوق مؤقت وضعيف، مصنوع من طين وأحلام، لكني أدرك أن في داخلي تصطخب كل قوى الكون."
"بدأت من نقطة مظلمة هي الرحم، وأسير نحو نقطة مظلمة أخرى هي القبر، إحدى القوتين تقذفني من هاوية مظلمة، والأخرى تسحقني، بلا انقطاع، في هاوية مظلمة".
"إن هدف هذه الأرض ليست الحياة وليس الإنسان. فلقد عاشت بدونهما وستعيش لاحقا بدونهما. إنهما الشرارات المؤقتة لدورانها العنيف."
"أمنح نفسي كل شئ، أحب، أتألم، أكافح. عالمي يمتد لأبعد مما يتخيل عقلي.
قلبي سر عميق وغامض."
"أحافظ على عقلي يقظا وصافيا وحادا، أثق في أن يكافح بلا انقطاع هذا النور الذي يلتهم الظلام، إذ ليس ثمة معمل غيره يستطيع أن يحول الظلام إلى نور.
احافظ على قلبي متوهجا، شجاعا، متوترا، أحس بكل الاضطرابات والتناقضات في قلبي، بمباهج الحياة ومنغصاتها، لكني أكافح من أجل أن أطوعها لإيقاع الكون الذي يتصاعد. الصيحة في داخلي تطلق نداءً للتجنيد تصيح: "أنا الصيحة. أنا السيد إلهك! أنا لست ملجأ ولا دارا ولا أهلا. أنا لست الأب ولا الابن. أنا لست الروح. أنا قائدك! أنت لست خادما لي ولست لعبة في كفي. أنت لست صديقي ولست ابني. أنت رفيقي في المعركة. عليك أن تحمي المضايق التي كلفتك بحمايتها، وألا تتركها للأعداء. وواجبك الذي تستطيع ان تؤديه هو أن تكون بطلا في موقعك."
"عليك أن تكون متوترا وممتعضا وغير متكيف أبدا. وحين تتملكك إحدى العادات عليك أن تحطمها. إن أكبر الأخطاء هو الاستسلام للرضا."
"أنت لست جسدا ضعيفا ويائسا، فخلف قناعك الترابي المتحرك يقبع وجه منذ آلاف السنين. إن عواطفك وأفكارك أكثر قدما من قلبك ومن عقل."
"حدق في البشر، احزن من أجلهم.. تأمل نفسك بين الناس، واحزن من أجلها. نحن نتحسس بعضنا البعض في عتمة الحياة المظلمة. نبحث، ونسأل، ونرهف السمع، ثم ننادي: "النجدة!"، نعدو، ونعرف أننا نعدو نحو الموت، لكننا لا نتوقف، بل نواصل العدو.
نعدو ونحن نحمل معنا مصباحا يضئ وجهنا ولحظتنا، ومن دون ابطاء نسلم المصباح إلى ابننا وحالا ينطفئ نورنا ونهبط إلى العالم السفلي."
"تجوع الأرض فتأكل بنيها، نباتات وحيوانات وبشرا وأفكارا.. تطحنهم داخل فكيها المظلمين، وتمررهم عبر جسدها ثم تدلقهم على التراب.
تتذكر وتستعيد ما أصابها من قبل، وداخل قلبي تتفتح ذاكرتها وتسود على الوقت.
ليس القلب هو الذي يقفز وينبض داخل الدم، وإنما الأرض بأكملها تقفز وتنبض، وهي تلتفت وراءها لترى مرة أخرى صعودها الرهيب على الهاوية."
"سيأتي من بعدنا من سيستخدم جهودنا وتعاستنا وجرائمنا، ويُقدسها."
كتاب عظيم، يحتاج للقراءة أكثر من مرة للوصول إلى أغواره وطبقاته البعيدة المتعددة..
تحميل
كزانتزاكيس عبر صفحات الكتاب يأخذنا في رحلة مع نظرته إلى الإنسان، الطبيعة، الله.. وهي نظرة تصوف لا ديني.. رحلة الإنسان منذ ملايين السنين على هذه الأرض، منذ اللحظة الأولى التي دبت فيها الحياة في كائن حي على هذه الأرض!
يقول كزانتزاكيس عن رحلة البحث والشغف هذه:
"أشتاق إلى شئ واحد هو: أن أدرك ما الذي يختبئ خلف الظواهر، ما هو هذا السر الذي ينجبني ثم يقتلني؟ وهل خلف التيار المنساب والمرئي للعالم يختبئ حضور ثابت لا مرئي؟"
"إذا كان العقل لا يستطيع وليس من شأنه ان يُحاول التقدم خارج حدود بوابة الخروج البطولية اليائسة، فهل يستطيع القلب؟!"
"يردّ العقل، عيني صافية وخالية من كل أمل، ترى كل شئ، ترى الحياة لعبة، بل مجرد عرض يُقدمه ممثلو مسرح جسدي الخمسة.
أتابع العرض بمتعة وغرابة تفوق الوصف، ولكنني لا أملك بساطة القروي لكي أصل إلى يقين وأصعد على المسرح مشاركا في الكوميديا."
"أريد أن أجد مبررا لكي أستمر على قيد الحياة، ولكي أتحمل المشهد اليومي المرعب للمرض والقبح والظلم والموت"
"أنا مخلوق مؤقت وضعيف، مصنوع من طين وأحلام، لكني أدرك أن في داخلي تصطخب كل قوى الكون."
"بدأت من نقطة مظلمة هي الرحم، وأسير نحو نقطة مظلمة أخرى هي القبر، إحدى القوتين تقذفني من هاوية مظلمة، والأخرى تسحقني، بلا انقطاع، في هاوية مظلمة".
"إن هدف هذه الأرض ليست الحياة وليس الإنسان. فلقد عاشت بدونهما وستعيش لاحقا بدونهما. إنهما الشرارات المؤقتة لدورانها العنيف."
"أمنح نفسي كل شئ، أحب، أتألم، أكافح. عالمي يمتد لأبعد مما يتخيل عقلي.
قلبي سر عميق وغامض."
"أحافظ على عقلي يقظا وصافيا وحادا، أثق في أن يكافح بلا انقطاع هذا النور الذي يلتهم الظلام، إذ ليس ثمة معمل غيره يستطيع أن يحول الظلام إلى نور.
احافظ على قلبي متوهجا، شجاعا، متوترا، أحس بكل الاضطرابات والتناقضات في قلبي، بمباهج الحياة ومنغصاتها، لكني أكافح من أجل أن أطوعها لإيقاع الكون الذي يتصاعد. الصيحة في داخلي تطلق نداءً للتجنيد تصيح: "أنا الصيحة. أنا السيد إلهك! أنا لست ملجأ ولا دارا ولا أهلا. أنا لست الأب ولا الابن. أنا لست الروح. أنا قائدك! أنت لست خادما لي ولست لعبة في كفي. أنت لست صديقي ولست ابني. أنت رفيقي في المعركة. عليك أن تحمي المضايق التي كلفتك بحمايتها، وألا تتركها للأعداء. وواجبك الذي تستطيع ان تؤديه هو أن تكون بطلا في موقعك."
"عليك أن تكون متوترا وممتعضا وغير متكيف أبدا. وحين تتملكك إحدى العادات عليك أن تحطمها. إن أكبر الأخطاء هو الاستسلام للرضا."
"أنت لست جسدا ضعيفا ويائسا، فخلف قناعك الترابي المتحرك يقبع وجه منذ آلاف السنين. إن عواطفك وأفكارك أكثر قدما من قلبك ومن عقل."
"حدق في البشر، احزن من أجلهم.. تأمل نفسك بين الناس، واحزن من أجلها. نحن نتحسس بعضنا البعض في عتمة الحياة المظلمة. نبحث، ونسأل، ونرهف السمع، ثم ننادي: "النجدة!"، نعدو، ونعرف أننا نعدو نحو الموت، لكننا لا نتوقف، بل نواصل العدو.
نعدو ونحن نحمل معنا مصباحا يضئ وجهنا ولحظتنا، ومن دون ابطاء نسلم المصباح إلى ابننا وحالا ينطفئ نورنا ونهبط إلى العالم السفلي."
"تجوع الأرض فتأكل بنيها، نباتات وحيوانات وبشرا وأفكارا.. تطحنهم داخل فكيها المظلمين، وتمررهم عبر جسدها ثم تدلقهم على التراب.
تتذكر وتستعيد ما أصابها من قبل، وداخل قلبي تتفتح ذاكرتها وتسود على الوقت.
ليس القلب هو الذي يقفز وينبض داخل الدم، وإنما الأرض بأكملها تقفز وتنبض، وهي تلتفت وراءها لترى مرة أخرى صعودها الرهيب على الهاوية."
"سيأتي من بعدنا من سيستخدم جهودنا وتعاستنا وجرائمنا، ويُقدسها."
كتاب عظيم، يحتاج للقراءة أكثر من مرة للوصول إلى أغواره وطبقاته البعيدة المتعددة..
تحميل