Posted by : Unknown الاثنين، 26 فبراير 2018




عن الكتاب 


دراسة لسهيل قاشا حولها بعد أن اضاف إليها المزيد من التدقيق و الوقائع إلى كتاب يعنى بتقديم المعتزلة اعتقادا وفكرا بمختلف تياراتهم و عبر المراحل التاريخية المختلفة وقد وفق إلى حد كبير.
أثرت موضوعية الكاتب على مضمون الكتاب فهو قدم المعتزلة بتجرد ولم يكتفي بالجانب العقائدي وإنما أتى على ذكر التفاعل الإنساني، الفكري و السياسي لأعلام المعتزلة وأهم مدارسها، مالهم وما عليهم، حيث أنهم تدرجوا وتباينت مواقفهم من عداء للسلطة إلى كونهم المذهب الممثل لها(وان كان لفترات محدودة) ومن قربهم من هذا التيار الفكري (العقائدي أو الفلسفي) إلى ذاك، ولأن ركيزة المعتزلة كانت تقديم العقل على ما سواه فقد شهدت الحركة تجاذبات فكرية و تحزبات مذهبية والكثير من الجدل، حيث أن ديناميكية الفكر العقلاني الجديلية نادرا ما تركن إلى الجمود فهم تناولوا اضافة الى الفكر الديني كل ما جاد به عصرهم من العلوم الطبيعية والفلسفة ولم يتوانوا عن مناقشة كل ما أو من خالفهم في ظل إطار علم الكلام والجدل الفكري فاكتسبوا بذلك قوة الحجة وسعة المعارف وعلى الرغم من كل السلبيات كالفرقة والتشتت واللامركزية الفكرية فإنه (النهج العقلي) هو الأساس للتطور والإرتقاء واكتشاف حقائق الأمور، لذا كانت قراءة التاريخ الاعتزالي مثرية، ضرورية و لا تخلو من توليد الاحساس بالرغبة في الاستزادة، فالمبدا الذي طرحه الاعتزال بمقولة مؤسسه واصل بن عطاء " إن العقل المطلق هو قبل الإيمان المغلق" كان ولا يزال مفتاح الفكر الاعتزالي والنقطة التي يجب الانطلاق منها.
عاب الكتاب تكرار  الأخطاء المطبعية غير أنها لم تنقص من قيمة المحتوى ، أنصح به لكل من يريد مدخل وافي للتعرف على المعتزلة وما قدموا ، كتاب مثري. 


- Copyright © Scrabbles - Blogger Templates - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -