Posted by : Unknown الجمعة، 16 فبراير 2018



عن الكتاب 


يبدأ الدكتور سامي أبو ساحلية كتابه بأنه تألّم حين سمع طفاً يصرخ من شدّة الألم أثناء عمليّة ختان.
بقي هذا الصراخ يدوي في أعماقه رغم أنه هو نفسه لم يتعرّض لعمليّة الختان. فلماذا لا يسمع الأطبّاء
هذا الصراخ أثناء إجرائهم هذه العمليّة؟ أليس للأطبّاء آذان وقلوب تتألّم مثل البشر؟ أليس للآباء
والأمّهات الذين يسمعون صراخ أطفالهم آذان وقلوب؟!
الجهل يطمس القلوب والآذان فا تسمع ولا تحس. الجهل يقلب الأمور رأساً على عقب فيصبح الألم
فرحاً وسفك الدم مبعث السرور والبهجة. ألم يبتهج إله موسى في التوراة حين رأى الدم يسيل من ابنه
حين أمسكت زوجته صفّورة حجر صوّان وقطعت غرلته؟! إذا كان الإله )الذي هو المثل الأعلى
للبشر( يبتهج لمنظر الدم فماذا يفعل البشر؟!

فرحت بهذا الكتاب، لأنه قد يحرّر الناس من الإحساس بالإثم الدفين منذ طفولتهم، ولأنه قد يلعب دوراً
كبيراً في إقناع الكثيرين بالامتناع عن ختان أطفالهم الذكور والإناث. لقد بذل المؤلّف الدكتور أبو
ساحلية جهداً كبيراً في المقارنة بين الأديان السماويّة الثاثة إزاء موقفها من الختان، ومتابعة الآراء
المعارضة والمؤيدة بروح علميّة وإنسانيّة. وهناك نقص كبير في الدراسات المقارنة بين الأديان في
معظم الجامعات في العالم. وقد اكتشفت أن الأقسام التي تدرس الدين في الجامعات الأمريكيّة
والأوروبيّة لا تهتم بالدراسات المقارنة بين الإسام والمسيحيّة واليهوديّة، بل إنها تدرّس الإسام فقط
لمن يختص في الإسام، ويصبح أستاذاً في الدين الإسامي، دون أن يعرف التشابه أو الاختاف بين
الإسام والمسيحيّة واليهوديّة. قابلت كثيراً من الأساتذة الأمريكيّين والأوروبيين الذين تخصّصوا في
الإسام، والذين يعتقدون أن حجاب المرأة وختانها يرتبط بالإسام فقط وليس له وجود في المسيحيّة
واليهوديّة.
هذا الكتاب يكشف عن هذه الأفكار الخاطئة والشائعة في الغرب. فإن عمليّات الختان للذكور كانت
تمارس قبل ظهور الأديان السماويّة. وقد مورست في ظل هذه الأديان الثاثة. ويتميّز القرآن عن
التوراة في أنه صمت تماماً عن ختان الذكور، كما أن القرآن لم يذكر شيئاً عن ختان الإناث. فلماذا
هذه الشائعات السياسيّة الغربيّة عن الإسام وحده دون الأديان الأخرى؟*

* من مقدمة الدكتورة نوال السعدواي
 

قراءة 
تحميل 

- Copyright © Scrabbles - Blogger Templates - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -