Posted by : Unknown السبت، 24 فبراير 2018

وجدت المعرفة قبل وجود الإنسان.. فالإنسان لم يبتدع المعرفة ولم يخترعها، بل إنه يكتشفها فقط.
والمناهج التعليمية في أغلب دول العالم وخاصة العربية منها، تقتل حس الاكتشاف لدينا على أفضل وجه، بل إنها حتى أشبه بقولبة العقول ضمن قالب معين، وتقديم العلم ضمن أفضل أشكال غسيل الدماغ وأحسنها صورة.
وقبل أن أخبرك لماذا لا تدرس الفلسفة بعمر مبكر، ولم المناهج التعليمية لا تدعك تلتقي بالفلسفة إلا مؤخراً في ذلك السن الذي قلما قد تجد الفلسفة فيه شيئاً لطيفاً أو مثيراً للاهتمام، سأخبرك الفرق الرئيسي ما بين العلم والمعرفة.
العلم ممنهج أكثر ومصنف أكثر يمكن القول أن تحصيل العلم في أيامنا أسهل من تحصيل المعرفة، بينما المعرفة غير مصنفة ولا ممنهجة و بإمكانك اكتشافها بنفسك وتصنيفها عندما تتوفر لديك "حرية العقل" الأمر الذي تعمل المؤسسات التعليمية أفضل ما لديها على تدميره لديك من أجل ضمك لذلك القطيع الذي لا يسأل ولا يستفسر..
كم مرة سألنا أنفسنا عندما كنا صغاراً، من أين أتينا؟ لماذا الشمس تشرق؟ كيف تصبح الحلويات "حلوة"؟ لماذا تطير العصافير؟ لماذا نشعر بالألم إذا وقعنا على الأرض أو تعرضنا للجرح؟ وغيرها.
إن أبسط المحاولات "للبحث" عن إجابات لأسئلة الأطفال وحدها، هو أول خطوة على درب تحصيل واكتشاف المعرفة..
هل سألت نفسك يوماً ما هو أكثر شيء كنت تستمتع بفعله في الصغر؟ وحدها إجابة هذا السؤال قد تحدد ما يمكنك اكتشافه!
المناهج التعليمية هي أشبه بمحاولة إقناع السمكة بقدرتها على الطيران وإقناع العصفور بقدرته على السباحة، وإذا فشلت السمكة بالطيران أو فشل العصفور بالسباحة فهذا لا يعني إلا أن السمكة أو العصفور أغبياء.
لن تقبل المناهج التعليمية و أغلب المدارس والمدرسين منك طرح الأسئلة، بل إن حدث ذلك فلابد وأن أسئلتك متوقعة وسهل الإجابة عنها.. لكل شيء مرجعية عليا.. والمدرسة وأي مؤسسة تعليمية مباشرة أو غير مباشرة ترفض كل الرفض مثلا أن تتركك تعرف بنفسك مفهوم الرب أو السلطة أو اللغة أو الحب أو أي شيء آخر؛ بالمقابل فإنها وبكل صدر رحب لن تتردد بتحجيم دماغك بتعليمك الدين والقانون الذي وضعه "أحدهم" وليس "المنطق البشري" والأعراف الاجتماعية وليس الأخلاق البشرية.. ماذا تقول وليس كيف تقوله.. ما عليك أن تفعل وليس كيف تفعله..
وجود إنسان مفكر يمتلك المعرفة ويصنفها ويحولها لعلم ليس من مصلحة المؤسسات التعليمية عامة وتلك المدعومة من قبل المؤسسات الدينية والحكومات الديكتاتورية خاصة.
ثم وبكل وقاحة تطالب الجامعات طلابها بخروج مبدع منها أو شخص متميز وإن تواجد فإنها تعمل أفضل ما لديها ليبق في الظل..
أخيرا..
قد تصادف أستاذا أو أكثر يعمل على تنشيط دماغك بطريقة ما ويلهمك.. الشيء الذي نرغب منك إخبارنا عنه إن حدث معك بالتعليقات..
كما لا تنس أن تخبرنا عن أكثر الأسئلة عمقا التي خطرت على بالك في الصغر..

كتبته: لمى الديوب .



- Copyright © Scrabbles - Blogger Templates - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -