Posted by : Unknown الخميس، 22 فبراير 2018





عن الكتاب 


من شدّة التديُّن الشعبي في المجتمع ، وقع العقل المسلم تحت وطأة معتقدات موروثة متصادمة مع جوهر الدين ذاته ، وأصبح المسلّم به في عقيدة المُسلم الإيمان بأشياء غير منطقية جملةً وتفصيلاً.. من ضمنها "عذاب القبر".
في هذا الكتاب، يناقش المستشار" أحمد عبده ماهر" الأسطورة المسمّاه بـعذاب القبر في الإسلام ، وكذلك تطرّق لجوانب أخرى في المعتقدات الشائعة حول الموت.
فيستهل حديثه في البداية من خلال مقدمة عن أصول الإيمانيات، ومشروعية السنة النبوية القوليّة.. ثم يشرح في الفصل التالي مراحل موت الإنسان من الوفاة حتي حساب الآخرة عبر خمسة عشرة بندًا يتناول من خلالهم القبر وعذابه المسرحي المزعوم ، كذلك وهم سؤال الملكين، ووهم سماع الموتي للأصوات.. وكيف ان الحساب الإلهي في يوم واحدٍ فقط، وكل ذلك بناءً علي الآيات الكثيرة التي جاءت في كتاب الله، والتي يتغاضى عنها دعاة القبور. وفي الفصل الثالث تعليق علي حلقة تليفزيونية ناظر فيها المؤلف أصحاب تغليب السُنّة علي القرآن ،ويفنّد حُجَج أنصار فكرة العذاب بالقبر. وفي الفصل الأخير بحث فقهي مع سرد وتخريج للأحاديث والروايات المنسوبة للنبي عن القبر وعذابه، والتي ضُعِّفَت جميعها تقريباً من قِبل المحدثين القدامي قبل المجددين.
الكتاب قوي في تناوله، ومهم في خطابه، فإذ به ينسف فكرة عذاب القبر قولا واحدا.. يعيبه فقط الإخراج الفني، وأسلوب الكاتب الذي تحوّل من محلل إلى محاضر قُبيل نهاية الكتاب.
ولكن في نفس الوقت أجاد المستشار "أحمد ماهر" فيما جاء في بحثه، فالكتاب يعتبر دراسة موثّقة من خلال القرآن ، ومن خلال العقل، حتي لا يسئ المسلم المناجي ربه في دعائه فيتعوّذ مما لا أصل ولا شرعيةً له! وحتي لا نعيش أصحاب أوهام باسم الدين وهي الحقيقة التي أثبتها المؤلف ضد فقهاء الترهيب والعذاب. فلقد دأب الأغلبية العظمى من المسلمون علي عدم التفكير فيما بثّه فينا عمائم الماضي، وتجمّدنا عند رؤية الاقدمين لتفسير كتاب الله، تلك الرؤية التي شابها الكثير من المغالطات وروايات مخالفة تأثر بها المفسرون ، فصرنا نكذّب آيات القرآن لأجل مرويات السُنّة، في الوقت الذي لا نعترف فيه لمجتهد باجتهاد ، خاصة إن كان إجتهاده خارج عن المألوف ، وبرعنا في قذف المجتهدين بكل الوسائل والمذمّات.!



- Copyright © Scrabbles - Blogger Templates - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -