Posted by : Unknown الجمعة، 23 فبراير 2018



عن الكتاب 

في بوهيميا
جلس كونديرا من عام 1959
وحتى عام 1968
ليكتب نوفيلا لا تتعدى الخمسين صفحة‏
!
تسع سنوات
تسع سنوات يا مؤمن وهذا العبقري يشرّح النفس الإنسانية
فيخرج بمعان جديدة بقدرته الهائلة على التحليل‏
وإعطاء الفرصة لقارئه لاستنتاج الكثير والكثير فيما بين سطوره ‏المكثفة المبهرة

أفكار عظيمة عن الله والدين والحياة والحب والسياسة والمجتمع‏

كلها بُلورت في قصة مدهشة الفكرة
رائعة السرد‏
قوية المضمون

فلتخبرني مجددا عما يسمونهم روائيين عندنا
ممن يكتبون خمسمائة صفحة من الهراء في ثلاثة أشهر


::::::::::::::::::
الحقيقه كانت مرآه بيد الله..وقعت وتشظّت ‏
كل فرد أخذ قطعة منها ‏
نظر إليها.. وخال انه يملكها كاملة ‏
مولانا جلال الدين الرومي
ـــــــــــــــــ


تبحث قصة إدوارد والرب فيما وراء ذلك الصراع
ما بين الإنكار ‏والإيمان بداخلنا‎

هذه الفجوة بين العبادات الظاهرية والقناعات الداخلية ‏
بين التدين الشكلي والإيمان الروحي‎ ‎
بين الإدعاء والحقيقة ‏

بين ما يفعله الفرد أمام الناس
وأحيانا أمام نفسه
وحقيقة إيمانه الداخلي
الذي قد لا يجرؤ على الاعتراف به حتى لنفسه

‎ إدوارد يعمل معلما في مدرسة في بلد خاضع لحكم شيوعي ‏
يحظر فيها مجرد الحديث عن الدين والله ‏
ولكنه في نفس الوقت يحب فتاة مؤمنة بالله
فيدّعي أمامها الإيمان هو أيضا ليتقرب منها

ولكن اللعبة لا تتوقف عند هذا الحد
فالأحداث صارت الآن تتطلب من إدوارد الدفاع عن إله لا يؤمن به
أمام مجلس المدرسة الذي يهدد بفصله بعدما أشيع عن تردده على ‏الكنيسة ‏

وقمة السخرية تتجلى في رد كاذب تماما
‏-أنا أؤمن بالرب ولكنني لا أريد ذلك فعلا
أرأيتم المأساة ..
(غصب عني مش بخاطري :\)


ولكن مجددا الأمر لا يتوقف هنا
فنكتشف أن إدوارد
يتوق سرا إلى الرب
لأن الرب وحده المعفي من فريضة الظهور
‎ـــــــــــ

::::::::::::::::::

وعلى ذلك تدور بقية الأحداث
بين إيمان متزعزع وإلحاد لا أساس له
ويعاني الجميع التخبط في دوامة لا تنتهي
المؤمنة تلحد والملحدة تؤمن
وإدوارد يتفرج على الجميع
ويحتقر الجميع

ولا يعلم أين الحقيقة
بل لا يعلم إن كان عليه البحث عنها أصلا
كل من حوله كانت ثوابتهم الدينية ليست ثوابت في أصلها‏
وإنما مواقف اتخذوها دون اقتناع حقيقي
‏ ‏
أليس تتمرد على الثورة التي هدمت حياتها بالتمسك بالإيمان
والمديرة تلحد إعلاء لمبادئ الشيوعية التي صار ولائها لها

ثم يتغير موقف الاثنتين ‏
تختلط الحقيقة بالزيف ‏
وتتبدل مواقف الجميع‏

وإدوارد لا يزال يتفرج‏

يلخص كونديرا موقف إدوارد المعلق
ذلك الإدوارد داخل كل واحد فينا
بقوله في النهاية:‏

الربّ هو الجوهر
بينما لم يعثر إدوارد قط على شيء جوهري..‏
إنه أشرف من ان يقبل بوجود الجوهري في اللاجوهري
لكنه أضعف من ألا يتوق سرا إلى الجوهري
ــــــــــ


قراءة 

- Copyright © Scrabbles - Blogger Templates - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -