Posted by : Unknown
الثلاثاء، 24 أبريل 2018
عانت ماريا كالاس ماريا الفتاة اليونانية الصغيرة «البجعة السوداء» منذ طفولتها من كره والدتها لها بسبب سمنتها المفرطة وعدم تميزها بالجمال كأختها جاكي ومثلها. لقد ولدت الطفلةسيسيليا صوفيا آنا ماريا كلوغيروبولوس والملقبة بـ«ماريا كالاس» لأب وأم يونانيين في ضواحي نيويورك التي تعج بالمهاجرين الجدد مثلهم. وكبرت الطفلة لتحمل ثقل مجيئها «فتاة» وليست «صبي» يعوض والداها عن فقدانهما لابنهما الصغير الذي رحل عن الدنيا عن عمر يناهز السنتين. وهكذا بدأت حياة كالاس المأساوية بين عقدة ذنب كونها فتاة ترفض أمها وجودها وبين فتاة تفتقد للجمال وتعاني من السمنة مقارنة بأختها. وجاء صوت كالاس كهبة من الرب لتنظر إليها أمها أخيراً «هي التي كانت تحلم بأن تصبح فنانة يوماً ما» وانتبهت الأم لجمال صوت بنتها الخلاب وتصفيق المارة عند سماعه من النافذة المشرعة على الشارع، لتعود في عام ١٩٣٧ بطفلتيها مسرعة إلى اليونان بعد مشاكل مادية وعاطفية عانتها في حياتها الزوجية انتهت بانفصالها عن الأب، وقامت بتسجيل ماريا فور وصولها في المعهد الموسيقي اليوناني في أثينا. أمضت الفتاة مراهقتها في العمل ولاشيء سواه والتدرب والتمرين الشاق مستمعة لصوت أمها القاسي آمراً إياها بالمزيد من التدرب، عازلةً إياها بهذا عن من يحيطها وحارمة إياها من أي مشاعر من الحب والحنان تحتاج إليه أي مراهقة في سنها. واستطاعت ماريا تحويل هذ الكبت والحرمان إلى عشق للموسيقى والغناء، فعملت على تطوير نفسها وتمرين صوتها يومياً. وعبرت ماريا في لقاء معها لمجلة التايم بـ«أختي كانت ضعيفة جميلة وجذابة ولهذا فضلتها أمي دوماً عني، بينما كنت أنا البجعة السوداء سمينة، والمكروهة. وياله من شعور قاس أن يشعر الطفل بأنه غير مرغوب وغير مرحب به. لن أسامح أمي أبداً لأنها سرقت مني طفولتي. لسنوات عديدة حيث كان من المفترض في أن ألعب وأكبر غنيت وكسبت المال لها. ورغم كل ما قدمته لها من إحسان كانت ترده لي بالإساءة». ولم تجد ماريا حلاً يعوضها عن التعبير عن نقصها للحب والعاطفة سوى الاستسلام للأكل بشراهة ليزيد وزنها وتصل إلى ١٠٠ كيلو في عمر ٢٤ عام. لقد وعيت ماريا مبكراً بأنها لاتمتلك شيئاً غير صوتها لتحاول فيه كسب محبة أمها واستثارة عاطفة المقربين ولفت الانتباه إليها، وكانت تدرك تماماً بأنها قبيحة وبأنها بدينة وصفاتها هذه لن تقرب منها أحداً.
ماريا «سوبرانو يهز مسارح الأوبرا»!
بدأت ماريا كالاس ممارسة مهنتها كـ«سبرانو تراجيدي» وهي في عمر الـ١٧ عندما غنت أول اوبريت لها لفرانس فون سوبي، ولم يمنعها وصول الألمان لأثينا من الغناء خلال الحرب العالمية الثانية، بل تابعت الغناء وكانت بغنائها تزود عائلتها بالخبز والطعام. ولقد دفعت ماريا ثمن غنائها للـ«محتل» لتفقد بذلك المنحة الدراسية في معهد الموسيقى وتمنع الغناء في أوبرا أثينا، لتحمل حقيبتين لها «معبئتان بنوتات موسيقية» وتعود للقاء والدها الذي انتزعت من بين احضانه وهي طفلة في نيويورك. وقد كانت ماريا على وعي تام بأنها تريد أن تبتعد عن أمها «التي أجبرتها على الغناء للألمان، لجلب الطعام لها». ولكن حلم ماريا بالعثور على عمل وتجسيد شخصية «الفراشة» على خشبة الاوبرا في نيويورك ما لبث وان انهار بسبب «سمنتها». ولم يؤثر الفشل في امريكا على ماريا لتقترض من «والدها الروحي» ١٠٠٠ دولار و تحمل حقائبها متوجهة لإيطاليا حالمة بمصير غنائي كما تتمناه. وفي ايطاليا ورغم رفض العائلة لزواج الشابة ماريا «الأرثوذكسية» من مينيجيني «الكاثوليكي» الغني ورغم فارق السن الكبير، ثلاثون عاماً، إلا أن ماريا قررت الزواج منه ووجدت كنيسة صغيرة في روما لقبول العقد رغما من تمنيها الكبير بأن تتزوج بكاتيدرال كبيرة محاطة بالناس والورود. وما لبث زوجها وأن مدها بالدعم عن طريق معارفه ووضعه المادي في البحث عن خشبة مسرح تستطيع التعاقد معها لتغني وتتألق وتكتسب الشهرة. وحالف ماريا الحظ رغم عائق «السمنة» وأصولها «المهاجرة» وقدم لها «فرصة ذهبية» حين اظطرت إلى الحلول مكان مغنية الاوبرا الشهيرة كاروزيو بسبب وعكة صحية، فتمرنت على الاوبرا في اسبوع واحد فقط، وحققت نجاحاً باهراً أطلقها إلى الشهرة العالمية، فبهرت العالم بصوتها وأدائها فمنهم من رأى فيه نهجاً لنوع خاص من الأداء ذي نبرة عالية لايتجزأ عن الملحمة الأوبرالية والغنائية، واعتبروا بأن صاحبته قادرة على تتويج أشد أدوار الأوبرا صعوبة عبر أدائها لأوبرا «توسكا» و«عطيل» و«عايدة» و«نورما» لتصبح بهذا أهم مغنية اوبرا في التاريخ واعظم صوت درامي. وراح وصف النقاد لصوتها بـ«صاحبة صوت يقترب من درجة الإعجاز» فهي تستطيع تطويع صوتها السوبرانو الحاد والقوي وتلينه حسب كل مقطع اوبرالي ودرامي يعطي الشخصية التراجيدية حقها. ولم تسحر ماريا النقاد فقط بل سحرت الشاعر والمخرج الإيطالي الشهير بيير باولو بازوليني ليقدم لها دور في فيلم «ميديا»، أعاد فيه بازوليني تصوير رؤيته للإسطورة الإيطالية «ميديا» إسطورة «الهمجية والنزق» لتتألق ماريا في أداء الدور بجدارة. وفي لقاء لها شاهدته عبر أرشيف مسجل للتلفزيون الفرنسي أكدت ماريا «لا يمكنني أن أخون مؤلف الاوبرا ولن أسامح نفسي إن لم أؤدي الدور كما تخيله هو» ومن المعروف عنها بأنها كانت قاسية جداً عند حكمها عن نفسها وكم أثارت من فضائح عند تركها لخشبة المسرح لأن اداؤها لم يكن كما ارادته هي، رغم وجود رئيس الجمهورية في الصالة مع المشاهدين! وعند سؤالها أيضا عن سبب نجاحها في تقمص الشخصيات التراجيدية رغم صعوبتها أجابت «إن في قصص الشخصيات جزء مني» «ولا بد لي من أداء الدور على حقه دون خداع أو غبش» ويؤكد أصدقائها ذلك فهي لم تكن «ترحم» نفسها إن أساءت الأداء لشخصية معينة وأشاد بها النقاد كونها تتقمص الدور التراجيدي تماما وتعطيه المشاعر والانفعالات اللازمة. ومن نجاح لآخر حلقت كالاس في فضاء الفن الاوبرالي عالياً وتخاطفتها كبريات مسارح العالم وخاصة بعد ان أجرت ريجيم قاسي فقدت خلاله ٣٥ كيلو لتصبح أيقونة في الموضة والجمال بين روما وباريس. ولم يخف القربون اليها شخصيتها الفذة والقوية، رغم الألم والحزن الشخصي وشعورها الدائم بالوحدة والقلق في حين تركت خشبة المسرح وابتعدت عن الجماهير.
أراقت علاقات ماريا كالاس العاطفية العابرة وخياناتها الزوجية المستمرة الكثير من الحبر في ذاك الوقت وكان من أهمها علاقتها بالمليونير اليوناني «أوناسيس» الذي شعرت معه ولأول مرة في حياتها معنى «أن يحبها أحد» ويهتم بها ويعاملها معاملة تستحقها كـ«إلهة إغريقية» رغم جهله بالأوبرا. وسارعت ماريا بإجراءات طلاقها وابتعدت عن الغناء والمسارح لفترة وابتدءت في ان تعيش حياة البذخ والسهرات الليلية بجانبه. وتقول إحدى المقربات لها «لقد كان اوناسيس السبب في ابتعاد ماريا عن الغناء، وربما يعود تعلقها الزائد به وبحياته الليلية إلى حاجة ماريا للراحة والاستهتار بعد كل ما عانته في حياتها القاسية» وكانت ماريا وللمرة الأولى تمارس حياتها كإنسانة أو كإمرأة عادية، وتتصرف كإمرأة عاشقة تجعل من حبيبها محور حياتها. ولم يكن أوناسيس لفكرة أن ينفصل عن زوجته ولم يكن أسوة بغيره من الرجال يرى أي مشكلة في الاحتفاظ بعشيقته وزوجته في آن واحد. ورغم نفورها من حياة الليل والسفر والشراب والحياة المخملية إلا أنها جارته في نمط حياته واهتمت بكل ما يحبه ويثير اهتمامه وكان لحياتها هذه أثر كبير على فقدانها لصوتها فيما بعد. وازداد تعلق ماريا بأوناسيس «الإغريقي مثلها» الذي أغرقها بالورود الحمراء وفي نفس الوقت كان يعاملها كعشيقة نظراٍ لانشغاله مع زوجته وابناؤه وكم تمنت ماريا بأن ترزق بطفل منه «هي التي كانت تعشق الأطفال» وترى من خلال تربيتها اليونانية المحافظة بأن المرأة تكتمل حين تصبح أماً، ولكن أمنياتها تبخرت أمام رفض أوناسيس للفكرة. وشاء القدر وأن حملت ماريا منه واختفت لفترة عن الأنظار نتيجة لضغط اوناسيس عليها ليجبرها بأن تلد بعملية قيصرية وهي في شهرها الثامن ليموت الطفل في ساعات قليلة ويدفن خفية في مقبرة ايطالية تحت اسم «اوميريو». ولقد تركت ماريا عملها في ايطاليا لتسكن في شقة أهداها إياها «اوناسيس» لتكون قريبة منه في باريس، لتتلقى أكبر صدمة عاطفية في حياتها عند قرائتها للصحيفة بزواج عشيقها من الأرملة جاكي كينيدي، لتلبي دعوته في نفس الليلة من تلقيها الخبر على العشاء وتتظاهر بأن شيئاً لم يكن وتؤكد إحدى صديقاتها «لقد تعاملت بكبرياء وذكاء ولم تتحدث في يوم من الأيام عن جاكي كيندي بالسوء». وقررت ماريا الانفصال عن عشيقها وعدم التواصل معه وقبول عرض بازويلني لأداء دور «ميديا» علماً منها بأن عشيقها كان يتمنى بأن يراها ممثلة يوماً ما، ونجحت ماريا في دورها لتكتب عنها جميع الصحف في ذاك الوقت ويحاول عشيقها التواصل معها ويترجاها بأن تعود إليه وبأنه مستعد بالطلاق من كينيدي ولكن دون جدوى، فماريا لم تجبه أبداً.
بعد فترة قصيرة من محاولات اوناسيس التواصل مع ماريا دون جدوى، تلقت ماريا خبر مرضه الخطر وتواصلت معه يومياً عبر الهاتف لتطمنئه وتخفف عنه وحاولت زيارته في المستشفى ولكنها منعت من ذلك لأن الزيارة خصصت للعائلة والمقربين فقط. فكانت تتواصل معه من تلفون المستشفى لتخسره للأبد وتمنع من حضور جنازته. وفكرة أن يحتضن انواسيس غطاء أحمر أهدته إياه ماريا خلال مرضه وطلبه بأن يدفن معه أشار للعالم تعلقه وحبه لها، ولكن هذا لم يمنع ماريا من العزلة وتناول العقاقير لتخفف من حزنها، وجاء فقدانها لقوة صوتها وعظمته ليكون كالقشة التي كسرت ظهرها وعزلتها عن العالم لتموت إثر
إصابتها بمرض هي الأخرى ويصفق خلال جنازتها في الكنيسة في باريس الآلاف من الحضور مودعينها بترديدهم «برافو..برافو». ماريا الإسطورة الإغريقية لا تموت بل تحيي الأساطير من بعدها!
أراقت علاقات ماريا كالاس العاطفية العابرة وخياناتها الزوجية المستمرة الكثير من الحبر في ذاك الوقت وكان من أهمها علاقتها بالمليونير اليوناني «أوناسيس» الذي شعرت معه ولأول مرة في حياتها معنى «أن يحبها أحد» ويهتم بها ويعاملها معاملة تستحقها كـ«إلهة إغريقية» رغم جهله بالأوبرا. وسارعت ماريا بإجراءات طلاقها وابتعدت عن الغناء والمسارح لفترة وابتدءت في ان تعيش حياة البذخ والسهرات الليلية بجانبه. وتقول إحدى المقربات لها «لقد كان اوناسيس السبب في ابتعاد ماريا عن الغناء، وربما يعود تعلقها الزائد به وبحياته الليلية إلى حاجة ماريا للراحة والاستهتار بعد كل ما عانته في حياتها القاسية» وكانت ماريا وللمرة الأولى تمارس حياتها كإنسانة أو كإمرأة عادية، وتتصرف كإمرأة عاشقة تجعل من حبيبها محور حياتها. ولم يكن أوناسيس لفكرة أن ينفصل عن زوجته ولم يكن أسوة بغيره من الرجال يرى أي مشكلة في الاحتفاظ بعشيقته وزوجته في آن واحد. ورغم نفورها من حياة الليل والسفر والشراب والحياة المخملية إلا أنها جارته في نمط حياته واهتمت بكل ما يحبه ويثير اهتمامه وكان لحياتها هذه أثر كبير على فقدانها لصوتها فيما بعد. وازداد تعلق ماريا بأوناسيس «الإغريقي مثلها» الذي أغرقها بالورود الحمراء وفي نفس الوقت كان يعاملها كعشيقة نظراٍ لانشغاله مع زوجته وابناؤه وكم تمنت ماريا بأن ترزق بطفل منه «هي التي كانت تعشق الأطفال» وترى من خلال تربيتها اليونانية المحافظة بأن المرأة تكتمل حين تصبح أماً، ولكن أمنياتها تبخرت أمام رفض أوناسيس للفكرة. وشاء القدر وأن حملت ماريا منه واختفت لفترة عن الأنظار نتيجة لضغط اوناسيس عليها ليجبرها بأن تلد بعملية قيصرية وهي في شهرها الثامن ليموت الطفل في ساعات قليلة ويدفن خفية في مقبرة ايطالية تحت اسم «اوميريو». ولقد تركت ماريا عملها في ايطاليا لتسكن في شقة أهداها إياها «اوناسيس» لتكون قريبة منه في باريس، لتتلقى أكبر صدمة عاطفية في حياتها عند قرائتها للصحيفة بزواج عشيقها من الأرملة جاكي كينيدي، لتلبي دعوته في نفس الليلة من تلقيها الخبر على العشاء وتتظاهر بأن شيئاً لم يكن وتؤكد إحدى صديقاتها «لقد تعاملت بكبرياء وذكاء ولم تتحدث في يوم من الأيام عن جاكي كيندي بالسوء». وقررت ماريا الانفصال عن عشيقها وعدم التواصل معه وقبول عرض بازويلني لأداء دور «ميديا» علماً منها بأن عشيقها كان يتمنى بأن يراها ممثلة يوماً ما، ونجحت ماريا في دورها لتكتب عنها جميع الصحف في ذاك الوقت ويحاول عشيقها التواصل معها ويترجاها بأن تعود إليه وبأنه مستعد بالطلاق من كينيدي ولكن دون جدوى، فماريا لم تجبه أبداً.
بعد فترة قصيرة من محاولات اوناسيس التواصل مع ماريا دون جدوى، تلقت ماريا خبر مرضه الخطر وتواصلت معه يومياً عبر الهاتف لتطمنئه وتخفف عنه وحاولت زيارته في المستشفى ولكنها منعت من ذلك لأن الزيارة خصصت للعائلة والمقربين فقط. فكانت تتواصل معه من تلفون المستشفى لتخسره للأبد وتمنع من حضور جنازته. وفكرة أن يحتضن انواسيس غطاء أحمر أهدته إياه ماريا خلال مرضه وطلبه بأن يدفن معه أشار للعالم تعلقه وحبه لها، ولكن هذا لم يمنع ماريا من العزلة وتناول العقاقير لتخفف من حزنها، وجاء فقدانها لقوة صوتها وعظمته ليكون كالقشة التي كسرت ظهرها وعزلتها عن العالم لتموت إثر
إصابتها بمرض هي الأخرى ويصفق خلال جنازتها في الكنيسة في باريس الآلاف من الحضور مودعينها بترديدهم «برافو..برافو». ماريا الإسطورة الإغريقية لا تموت بل تحيي الأساطير من بعدها!
ماريا تغني للـ«حب والموت».
صوت الإسطورة «يصمت للأبد»!