Posted by : Unknown
الخميس، 26 أبريل 2018
ونقول بداية بدأ عبدالرحمن بدوي بحثه الرائع من خلال تعريف معنى كلمتي الالحاد والزندقة وتطور استعمال الكلمتين خلال العصور الاسلامية وخصوصا القرنين الثالث والرابع الهجريين ، فكلمة زنديق تطلق في العموم على كل مختلف في الاراء الفكرية الدينية وتطلق أيضا على عدد كبير من الشعراء مثل بشار بن برد وغيرهم بينما كلمة ملحد استعملت لتصف منكري الالوهية أو النبوة ثم تناول بالطرح الفرق بين الالحاد الغربي والشرقي ؛ فالالحاد في الغرب طعن بداية في وجود الخالق وبالتالي في كل ما يلي ذلك من نبوة وعناية إلهية بينما الشرقي تناول إلحاده جانبي النبوة والعناية الإلهية فقط بينما كان أغلبهم مؤمنين بالخالق مقرين بقدرته كما يتضح لاحقا .
ثم تناول أمثلة على ملحدين العصر الاسلامي وأغلبهم يقع في بداية العصر العباسي بداية بابن المقفع .
ما يميز تلك المرحلة هو شيئين
أولا الحاق فكار الكتاب أنفسهم بغيرهم من المؤلفين والدعوى بأنها مترجمة كما فعل ابن المقفع في نسبة أفكاره إلى البراهمة
ثانيا عدم وضوح الفكرة الالحادية بأغلب أفكارها مع هدوء حذر في طرح الفكرة في الكتابات خوفا من سلطة المجتمع ورجال الدين .
ثم يتناول الكاتب ابن الراوندي الذي كان في اواخرالقرن الثالث الهجري وقد ظهرت ملامح افكاره وتبلورت تماما كما طُرحت كما هي في مناظرات وسجالات مشهورة في ذلك الزمان وضد عديد الشخصيات من تيارات فكرية مختلفة لعل أبرزهم الاسماعيلية .
ما يميز ذلك الجزء من الكتاب هو تركيزه الشديد على شخصية ابن الراوندي ربما لأنه أول من ظهر فيه الفكر الالحادي واضحا في عصره ، كما يميزه عديد النصوص التي وردت في الكتاب سواء من كتاب ابن الراوندي " الزمرذة" أو الرد عليه من كتاب المجالس المؤيدية ، نصوص ربما يعيبها قليلا تكرارها فالنص ورد في الرد ثم أورده لاحقا كمثال على نصوص ابن الراوندي .
ثم انتقل المؤلف إلى شخصيتين أخرتين وهما جابر بن حيان وأبوبكر الرازي ، عرض ربما يعيبه اختصارهما الشديد وخصوصا في عرض جابر بن حيان فملامح فكره غير واضحه تماما خصوصا أنه أهتم بارائه العلمية أكثر من آرائه الفلسفية وهي ما تهمني هنا في بحثنا هذا ، أما أبوبكر الرازي فهو يعد صاحب الصوت الأعلى في نشر أفكاره ولم يتوان في مهاجمة الاسلام والديانات عموما في أكثر من كتاب في عصره هذا !!!
هذا الكتاب جعلني أفكر كثيرا في مدى الحرية المتاحة في ذلك العصر آنذاك هي وبلا شك أعلى من نظيرتها حاليا !!
كمجمل للكتاب الكتاب رائع جدا في عرضه هو علمى قُح لا تستطيع أن تفوت منه جزء قصير وإلا فاتك الكثير ، ربما علميته الشديدة تلك هي سبب صعوبته فالكتاب ليس لهواة القراءة وإنما هو للمتخصص أكثر منه.
المراجع الكثيرة التي وردت في الكتاب لم تفدني كثيرا ربما يرجع السبب لكونها كما قلت للمتخصص أكثر .
الكتاب مثال رائع للبحث المدقق المستوفى شروطه فمراجعه عديدة منوعة لم يتوان الكاتب عن ترجمة العديد منها من مجلات ودوريات وكتب عالمية كثيرة ليقف على المحقق من الأخبار كما أن غوصه في كتب التراث رائع بحق .
- Home>
- بحث تاريخي , بحث ديني , عبد الرحمان بدوي , فكر حر , فلسفة >
- من تاريخ الالحاد في الاسلام _ عبد الرحمان بدوي