Posted by : yazan alaws
السبت، 4 نوفمبر 2017
عن الكتاب
تعتبر هذه الرواية من جواهر الأدب الجورجي وهو السبب الذي دفعني لقرائتها وفي الحقيقة هي رواية رفيعة المستوى من أدب الحرب تتناول أثارها على الإنسان وعلى مجتمع القرية .. تدور أحداثها في إحدى القرى الصغيرة حيث يذهب الرجال إلى الحرب ويبقى الصغار والنساء وكبار السن ينتظرون عودة الأبناء والأزواج .. ما يميز هذه الرواية إنها تدور في محيط الأطفال وعلى لسان طفل من أطفال القرية يعيش في بيت عمته التي تكفلت برعايته بعد اختفاء والديه بسبب الظروف السياسية كما امتنعت عن الزواج من أجله ..
يختار نودار دومبادزه أبطاله من الأطفال لأنهم الأكثر نقاء لا تحكم تصرفاتهم أي مصالح باستطاعتهم التمرد ضد أي سلطة وبنظر دومبازده هم دوما الأكثر صدقا والأكثر شجاعة خاصة وقت الحروب .
السرد في الرواية فيه غنائية رقيقة إضافة إلى السلاسة والبساطة في الحوارات بحكم أن شخصيات النص من الأطفال وكبار السن ولم يحصلوا على قدر كاف من التعليم ، المرأة في هذا النص رمز للأرض المعطاءة رمز للخصوبة ورمزا للوطن وللحب والوفاء .. يبدو واضحا في النص التعاطى مع مسألة الحرب كشيء مسلم به كقدر لا يمكن الفرار منه ولذلك فكيتو العائد من الحرب فرارا وعدم امتثالا للأوامر خائنا للقرية قبل أن يكون خائنا للوطن ولا يمكن قبوله في مجتمع القرية الذي قدم الكثير من الشهداء لأجل الوطن!
في الرواية يطلع القارىء على الثقافة الجورجية طبيعة العلاقات وطريقة التفكير في المجتمع الجورجي أثناء الحرب في زمن الحرب العالمية الثانية
نجح فيها الكاتب في نقلنا إلى الحياة الحقيقية للقرية الحياة اليومية العادات والثقافة كما نجح دومبادزه في التعبير عن ذات القرية وعلى الجانب الآخر برع في رصد الجوانب النفسية لشخصياته وببشكل دقيق وآسر، التجارب القاسية التي عائتها في الفقد أو النبذ أفي العجز أو في الجوع مرورا بالتحولات التي مرّت بها الشخصيات في النص ، وكل ذلك كان ناجحا جدا ففي كل فصل يشعر القارىء أن الكاتب ينقله لمرحلة أخرى وإن كانت جميع الأحداث تدور حول الحرب التي أحاطت بأناس لا يفهمون سببها ولا كيف يتصرفون فالحرب مربكة جدا . الحرب فيها خسارات مهولة لا يمكن حصرها ، تدفع البشر للقيام بأمور لا يمكن التكهن بها فما بالك بالأطفال !
النص فيه حميمية شديدة وكنت محظوظة جدا بقراءة هذه الرواية
قراءة
تحميل