Posted by : yazan alaws
الأحد، 9 سبتمبر 2018
تراجيديا الفكر الجزائري
ربما َ منَ الصعبِ جداً أن ترسمَ
معادلةً منَ الدرجةِ الأولى للطبقة الدهماء، وهي الغالبةُ من الجزائريين، وتبسطَ
لهم التباينَ الفكري بين العقائد الاسلامية كأن تساويَ بينَ
وهو
التيارُ السني ب”x”
وهو التيار الشيعي”y"
تربيعُ الطرفينِ ينتجُ عنهُ شبهُ
الكائنِ الحي الذي بإمكانهِ تفجيرُ نفسهِ وسطَ حشدً من الناس، أو كأن يلطمَ ويطبر
أو يمشي على الجمر ،ويخزُ نفسهُ بأسياخٍ حديدية.
التربيع يمثلُ تشددَ الطرفين، أما بدونه ربما
نملكُ شخصين باسماءٍ مضادة، كعمر و كرار ، يتشابهانِ في قصة الشعر والملبس تفرحهما نفس الأشياء وتبكيهما نفسها أيضاً.
يتصورُ الجزائري السني _ الذي تمدرسَ
على يد نظام يفتشُ الشيعة ، إثر كلِ زيارةٍ
لهم لكربلاء ،على حدودِ بلاده يجردهم من مسابحهم وكتبهم، أو حتى سجادات صلواتهم
الخضراء المنقوشة عليها اسم حفيد نبيهم بفسيفساء رائعةٍ جداً.
إن كلمة شيعي تقارن بكلمة يهودي
فكلاهما شتيمة عنده ويقرن معها ايضا " ماسوني" ، يجمعُ كلَ هذهِ الصور
مع لحم خنزير في فمه ، و ورقةٍ عليها اسماءُ الصحابةِ في مؤخرته راقصاً بجنون!
إنَ هذهِ الصورةَ ولو اختلفت في أشكالها لن تختلفَ في فظاعتها
ولا أسبابها.
إلى جانبِ الممارسات القمعية للسلطة
تجاه هذه الأقليةِ في بلادنا، والتي ترفضُ حتى أن تعترف بوجودهم وتطلق وزارتها
بملئ الفم أنها تريدُ محاربةَ التشيع، أي أنها مستعدةٌ للتدخلِ في خياراتِ المواطنِ
الدينية، إن كانت لا تروق لمصالحها السياسية، واستعمال مصطلحاتٍ عنيفةٍ معهُ في
سبيلِ تحقيقها!!!
نجدُ أيضاً المناهجَ الدراسية المفلترة
للتاريخ الصحيح ،التي و إن ذكرت شيئا كوجود الدولة الفاطمية في ارضنا في فترةٍ ما،
لا تتجرأُ على ذكرِ أنها دولةٌ شيعية، فهي واثقةٌ من قدرتها على أدلجةِ العقول، وإبعادهم
عن الإستنتاجاتِ الفكريةِ البسيطة.
يختمُ هذه المهزلة المنابر التي تشتمهم
اثرَ كلِ خطبةِ جمعة ، مع إخوانهم في
الوطن من باقي الديانات والمذاهب المهمشة، هذا كي لا تظنوا أننا لا نملكُ مساواة.
*مساواتنا تبدأُ في التحقيرِ والتهميش و
السب، و تنتهي عندَ كرامةِ السلطةِ السنيةِ المالكية *
حكمت هذه الاسبابُ والظروفُ لتتكلمَ
البارحة، وتخرجَ في أبشعِ وجهٍ لها اثناء مباراة إتحاد العاصمة الجزائري ضد القوات
الجوية العراقي، إنتهت بانسحابِ الاخيرِ احتجاجاً منهُ على الشعاراتِ المرددةِ من
طرف جمهورِ الإتحاد.
* اللهُ أكبر صدام حسين *
لم يستوعب المرددُ لهذا الشعارِ ما
الداعي لانسحاب اللاعبين للوهلة الاولى ، فهوَ لا يتصورُ وجود عراقيٍ غيرَ محبٍ
لصدام، كما لا يفهمُ كيفَ يمكنُ أن يوجدَ
فلسطينيٌ مسيحي ،ولا يستوعبُ وجودَ سوريٍ لا بعثوي، يعتقدُ أن كلَ الشعوبِ تشاركهُ
نفسَ القا
الذي طبعَ فيهِ قسراً.
بعدَ إعادةِ المشهدِ مراتً عديدة في
اذهانهم، ربما بعضهم استوعب فضاعة أن ينادى باسم شخص ربما تسبب في مقتل أحدٍ من أفراد
عائلتك، بفخرٍ و اعتزاز ربما لانك شيعي ، كردي ، إيزيدي او صابئيٌ حراني ، أما أغلبهم
شعرَ بفخرٍ أكبر لتنمية تراجيديا الفكرِ الجزائري، ونقل الشعاراتِ من المستطيل الأخضر
الى ساحة الانترنت الواسعة ،ليرددوا جميعاً بصوت واحد "شهيد الامة صدام حسين"،
ولا يهمُ بعدَ هذا لا صورتنا الإستقبالية ولا تسامحنا وتقبلنا للآخر، ولا حتى
المحافظة عن بعض العلاقات الدبلوماسية الطيبة التي افسدتها سياسة فاشلة.
بقلم:زيلان علي