Posted by : yazan alaws الأحد، 9 سبتمبر 2018

سقوط القرأن بسقوط الحديث

دائماً ما كانت الأحاديثُ سنداً للقرأن، يستمدُ غالبيةُ المسلمينَ تشريعاتهم و عباداتهم منها ،و نادراً ما نجدُ فتوى تخلو من الأحاديثِ التي يستدلُ المفتي على صحةِ كلامهِ بها ليؤكدهُ و يرسخهُ و يثبتهُ، مما يجعلنا نتسائل إذا كانت هذه الأحاديث هي وحيٌ إلهي ينطقُ بهِ النبيُ و يتناقلهُ أصحابه، أم انها مجرد كلامٍ، كان يقولهُ الرسول مجاراةً للظروفِ المحيطةِ بهِ؟
لحسنِ الحظْ أنَ الكثيرَ مِنَ الشيوخ و "العلماء" قد أجابوا على هذا السؤال مِن قبل ، و أكدوا جميعهم أنَ الاحاديثَ هي القسمُ الثاني من الوحي الذي نَزَلَ على نبي الله 1 , 2
 و الحقُ أنهُ لا تناقضَ في أن يكونَ النبيُ مبلغاً عن ربهِ ، و أن تكونَ  الاحاديثُ و السنة هي وحي مِنَ الله، ينزلُ على النبي ليبلغَ المؤمنين بهِ. حتى أن بعضَ أهمَ تفاصيلِ الطقوسِ الدينية، كالصلاة لم تذكر في القرأن و ذكرت في الحديث، و بالعودة إلى الطريقة التي انتشرت بها الاحاديث، نجدها ايضاً تتسم بصفة مشتركة مع القرأن ،ألا و هي أن الاحاديث قد حفظت في صدورِ الرجال و جمعت و نقحت لتكتبَ على ورقٍ، في القرن الثاني من الهجرة،" أي بعد وفاة النبي بما يزيد عن مئة عام"، مما جعلها عرضةً للتزييفِ و الخطأ ، بدليل وجود أحاديث صحيحة و أحاديث ضعيفة  "تختلف صحتها و ضعفها ،باختلاف راويها و درجة مصداقيته"1.
فإن كانَ الوحيُ الإلهي الثاني الذي لا تقلُ أهميته عن الوحي القرأني الأول بل يكملهُ و يتممه ، قد تعرضَ مسبقاً للتزييفِ و انقسمت الطوائف حولهُ، و اختلفت عليه بين طوائف تمجد الراوي فلان و آخرى تلعنه و تكذبه . 
لماذا لا يقبل عقل المسلم أنَ هذا الإختلاف و التزييف، ينطبق على الوحي القرأني كما ينطبق على الأحاديث؟ 
و لماذا لا يوجد آياتٌ تحتملُ الخطأَ و الضعف في نظركم، إذا كانَ النبيُ مبلغاً عن ربهِ و تمَ تحريفُ بلاغهِ و الأضافة إليهِ و تنقحيهُ على أيديٍ بشرية؟
و هل تنفع حجةُ "أنَ الله قد حافظ على وحي القرأن في صدور الرجال" إذا كانَ الإلهِ ذاتهُ الذي لم يحافظ على وحيه في الحديث أليس كلاهما وحيٌ إلهي ؟

بقلم:يزن الأوس

- Copyright © Scrabbles - Blogger Templates - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -