Posted by : Unknown الأربعاء، 16 مايو 2018


بِسْمِ الحي العَظيمِ
اسبحك ربي بقلبٍ طاهرٍ ﴿١ أيها الحي العظيم ﴿٢ المتميز عن عوالم النور ﴿٣﴾ الغني من كل شيء ﴿٤ الغني فوق كل شيء ﴿٥ نسألك الشفاء والظفر ﴿٦ وهداية الجنان ﴿٧وهداية السمع واللسان  ﴿٨﴾ ونسألك الرحمة والغفران ﴿٩ آمين ياربنا  يارب العالمين﴿١٠


تلك كانت آيات فاتحة الكتاب المقدس للصابئة المندائية (كنزا ربا) !! تلك الديانة التي يؤمن أتباعها بأنها أم الديانات فيما يعتبرها كثير من علماء الأديان من أقدم الملل الموحدة التي عرفها التاريخ. حيث عرفت هذه الديانة  وانتشرت في اراضي الهلال الخصيب  قبل أن تُعرف الديانة المسيحية وما يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق وإيران إلى يومنا هذا حيث يطلق عليهم اسم الصابئة المندائية او المندائيون و باللهجة العامية العراقية " ألصبة ".
اختلف المفسرون والمؤرخون (كعادتهم) في تعريف من هم الصابئة !! فقال قوم من المفسرين أنهم من أهل الكتاب، وقال آخرون هي ديانة إبراهيمية نظير التشابه الكبير في شعائرهم التعبدية مع اليهودية والنصرانية؛ إلا أن قبلتهم نحو الشمال!! وقال البعض أنها ديانة بين اليهودية والزرادشتية. فيما قال أخرون أنهم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون إلى القبلة، ويقرأون الزبور، ويصلون الخمس، و أورد الطبري عدة أقوال أخرى والثابت لديه أنهم قوم موحدون ولكنهم يعتقدون بتأثير النجوم على الطبيعة والإنسان. 
إن هذا الإختلاف في أمر الصابئة  وتحديد طبيعة طقوسهم وماذا يعبدون يلخصه  قول ابن القيم في كتاب التفسير القيم  بقوله  "وقد اختلف الناس فيهم اختلافاً كثيراً، بحسب ماوصل إليهم من معرفة دينهم"  ولكننا وفي ملخص مراجعاتنا لكتب التفسير نجد  شبه إجماع (باستثناء تفسير الجلالين وتفسير ابن كثير) أن الصابئة قوم مشركون يعبدون الكواكب أو الملائكة. أو هم أصحاب عقيدة انحرفوا بها عن أصل سماوي. ومن المفسرين من ظن أنهم قوم باقون على الفطرة التي خُلق عليها آدم.

وفي الحقيقة ، إن المتبصر في تلك الأقوال يكتشف مدى التناقض الذي صنعه المفسرون السابقون للقرءان عندما ظنوا أن الصابئين من عبدة النجوم. فعبدة النجوم والملائكة لا يمكن أن يكونوا مقبولين عند الله، وأن يوصفوا بانهم "لاخوف عليهم ولا هم يحزنون" في آيتين مختلفتين 
 (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة 62 ، وفي سورة المائدة أيضاً (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْوَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) . والموضع الأخير فكان في سورة الحج وفيها قال الله بأنه سيحكم بين هذه الملل وملل أخرى كاليهودية والنصرانية والمجوسية أو الزرادشتية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُواوَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (سورة الحج 17). 
------
صومعة الوادي المقدس 

- Copyright © Scrabbles - Blogger Templates - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -