Posted by : yazan alaws
الأحد، 30 ديسمبر 2018
هن كاهنات الإلهة فستا العذراء المكلفات بالحفاظ على بقاء النار المقدسة مشتعلة بحسب الأساطير الرومانية.
تتراوح أعمار المبتدئات بين ست سنوات وعشر سنوات, ومن شروط انتسابهنّ, أن يكنّ خاليات من أية عاهة جسدية أو نفسية, وأن ينحدرن من أبوين حرّين, ككل الاديان بدل من تحريم العبودية يتم استحقار العبيد من قبل الاله واتباعه بل ويخلقون اشكال عبودية اخرى ..
تدوم خدمة عذارئ فستال ثلاثين سنة, وفي السنوات العشر الأولى, تتعلم المبتدئات قوانين الخدمة من القديمات, ومن ثم يقمن بالخدمة الفعلية عشر سنوات, وفي السنوات العشر الأخيرة, يصبح دورهنّ في تعليم الجدد مبدأ الخدمة. وخلال خدمتهن للهيكل يجب على كاهنة الإلهة فستا أن تحافظ على بتوليتها وبكارتها وإلا عرّضت حياتها للهلاك, إذا تضرب ضرباً مبرحاً, ويلبسونها كفناً أبيض ويضعونها في قبر, ومن ثم يقفل عليها وهي ما زالت على قيد الحياة, ويضعون معها بعض الأكل وشمعة مضاءة. أما القبر فهو كناية عن قبو محفور في صخر مدخله في انحدار عميق, فتنزل الخاطئة بواسطة الحبال, ومن ثم يحكم الباب, وهكذا لا يعود بإمكانها أن تصعد إلى وجه الأرض, فتقضي نحبها وهي في حالة ألم شديد, وخوف حتى تكفّر عن ذنبها. وتنتهي بالموت. تعرضت العديد منهن لهذه الممارسة الشنيعة وهو وجه اخر من اوجه استحقار المرأة وتقييمها استنادا على قطعة جلد بين فخذيها .
كانت خدمة الكاهنات خلال الثلاثين عاماً تقوم على حراسة النار المقدسة بحيث تظل مشتعلة دائماً, وإذا ما انطفأت بسبب إهمال الكاهنة, فيكون قصاصها الضرب. لك ان تتخيل كيف يقضي احدهم حياته في حراسة نار ويهلك اذا انطفأت فالنار اكثر قدسية وقيمة منه ويحرم عليه اي شكل من اشكال ممارسات البشر العادية ..
على الكاهنات أيضاً تقديم القرابين لـفستا, وأن يعبئن جرن الماء في قدس الأقداس بالمياه النقية كل صباح, وأن يقرأن كل نهار الصلوات المختصة بفستا, وأن يحافظن على الذخائر المقدسة ضمن الهيكل, حتى تحافظ فيستا على الإمبراطورية الرومانية.
وبعد انتهاء الثلاثين سنة, يمكن للكاهنة أن تترك الهيكل وتعود إلى الحياة الدنيوية, ولكن غالباً ما كنّ يمكثن في خدمة الهيكل حتى موتهنّ - متلازمة ستوكهولم - ومقابل كل هذه التضحيات, كان يغطى على شناعة حياتهم باحترام زائد من قبل الحكام والشعب حتى الإنحناء أمامها وكان باستطاعة الفيستال أن تطلب العفو لمحكوم بالإعدام ولا ادري ان كان هذا تعويضا على 30 سنة من حياة تغزوها الخرافة ..
فقط الكائن البشري من امتاز في تحقير نفسه وسجنها بهذه الطريقة لم يكن غيره عبدا للاوهام والجهل ولا تقديس المواد الاخرى على حسابه والاديان ككل على اختلافها تشاركت تحقير المرأة والوضع من قيمتها ...
ما لدينا الان هو نتاج حضارات متنوعة وقديمة جعلت بؤس المرأة واستعبادها فضيلة .